مسيرتي الجامعية مطولة بسبب!!

عندما بدأت مسيرتي الجامعية كُنت مندفعة جداً و متفاءلة بمسيرتي الدارسية ، كُنت اظن انني سوف اتخرج من الجامعة بعد 8 فصول دراسية اي ما يعادل اربع سنوات من الاجتهاد في العلم ، الا انه حصل ما لم اتوقعه. فخلال العامين الماضيين شهدت الجامعات الليبية توقف عن الدراسة و ذلك بسبب سببين رئيسيين هما جائحة كورونا و اعتصام اعضاء هيئة التدريس. و بمناسبة حائجة كورونا كان من المنطقي جداً إتباع إجراءات التباعد الإجتماعي للحد من إنتشار الفايروس، فقررت إدارة الجامعة التوقف عن الدراسة و ذلك بعد قرار مسبق من وزارة الصحة الليبية بعد ما اظهرت اعداد الإصابات التي كانت في إزدياد ملحوظ كل يوم. و لتجنب المزيد من الإصابات داخل المحيط الجامعي إتخذت الإدارة الإجراءات اللازمة كإرتداء الكمامة إجبارياً و التعقيم المستمر و بالإضافة إلى التباعد الإجتماعي و تقليص اعداد الطلبة داخل القاعات الدراسية و ايضاً إدخال نظام التعليم عن بعد عبر الإنترنت و هذا يحسب من ضمن النتائج الإجابية لجائحة كورونا. إلا ان هذا التوقف تسبب في تعطيل و تأخير العملية التعليمية إضافة إلى ان معظم الطلبة الجامعيين باتواْ يشعرون بنوع من الإحباط و التردد و خاصة عندما تم إدخال التعليم عن بعد لان هذا النظام يعتبر جديد و ليس مألوف إلا في السنتين الماضيتيين. أما بالنسبة إلى اعتصام هيئة التدريس، فقد جاء هذا الإعتصام مطالباً بحقوق أعضاء هيئة التدريس و هو حق لهم قانوناً لانهم لما يتقاضوا مرتباتهم منذ اكثر من 15 شهراً و انا كطالبة لا أرضى بأن يكون استاذي الجامعي مهان ولا ان يضيع حقه. هذا الإعتصام يعتبر رد فعل طبيعي لفعل متعمّد. لا احد يرضى بالعمل دون مقابل و خاصة لو كان هذا العمل هو توظيف حكومي، فالحكومة بلا شك هي المسؤول الاول بصرف الرواتب و زيادتها. و انا لو كنت في محل عضو هيئة تدريس و لم يتم صرف مرتبي لمدة اكثر من عام فسأقوم بنفس هذه الخطوة رغماً عندي و ابداً ليس لتأخير العملية التعليمية ولا لإضاعة الوقت. كما ارجو ان يعود و يُصان حق الاستاذ الجامعي لان وجوده داخل المجتمع له صداه في المحيط الأكاديمي و الثقافي و التعليمي بلا شك . و نعود نحن كطلبة للدراسة عودة مشرفة نستكمل بها ما تبقى لنا من مسيرتنا الجامعية و لنكون نعم الأستاذ المكافح الذي واجه صعوبات و لم يستسلم حتى حقق هدفه و تخرج من الجامعة بكل فخر.